يقول المدرب قتادة الجميعان في دورة مهارات التأثير وفن الإقناع أن جميع مخاوفنا غالبًا ما تنشأ عن أوهام نخلقها بأنفسنا، حيث نتوقع الفشل ونرى أنه الخيار الوحيد القابل للحدوث.

وبالتالي تؤثر تلك الأوهام على ثقتك بنفسك وتجعل فكرة أنك لا تستطيع عمل أي شيء من الأمور المسلم بها، غير القابلة للتغيير، ومن هنا ينبع خوف العديد من الأشخاص من أن يقوموا بتطوير مهارات التواصل الخاصة بهم، أو حتى البدء في التعرف عليها ومعرفة ما ينقصهم منها.

ولهذا فإن قراءتك لهذا المقال الآن هو بالفعل خطوة كبيرة تأخذها للأمام، لتحسين مهاراتك وتطويرها والبدء في طريقٍ نحو تواصل أكثر فاعلية في حياتك الشخصية والمهنية، وكما تشير المدربة عايشة خالد العياف في دورة افهم ذاتك تنجح علاقاتك أن أنواع التواصل تنقسم إلى نوعين، وهما التواصل اللفظي والتواصل غير اللفظي.

التواصل اللفظي وأنواعه:

كما ذكرنا في تعريف مهارات الاتصال فإن التواصل من الأساس يقوم على التبادل في الأفكار والمعلومات وما إلى ذلك وتتم عملية التواصل اللفظي بشكلٍ خاص من خلال الكلمات واللغة المنطوقة أو المكتوبة.

فتعد عملية نقل المعلومات والأفكار والمشاعر باستخدام تلك الطريقة أكثر وضوحًا وشفافية للطرف الآخر، وتتعدد أنواع التواصل اللفظي التي يمكنك أن تتعرض لها خلال يومك ومنها ما يلي:

● المحادثات اليومية والتفاعلات بينك وبين الآخرين في محيط عملك أو في روتينك اليومي.

● تقديم المعلومات بشكل منظم في العروض التقديمية والخطب في المؤتمرات والاجتماعات.

● التواصل بينك وبين الآخرين باستخدام المكالمات الهاتفية.

ومن الممكن أن تعتبر التواصل الكتابي أيضًا كنوع من أنواع التواصل اللفظي وهو ما يأتي في عدة أشكال:

● الرسائل الإلكترونية لتبادل المعلومات داخل مقرات العمل أو بينك وبين الأشخاص الذين تتعامل معهم.

● الوثائق الرسمية التي تحتوي على تحليل لأي بيانات أو توصيات أو قرارات يتم تناقلها بين الأفراد في مقر عملهم.

● الرسائل الشخصية سواء الرسمي منها أو غير الرسمي.

● المنشورات التي تقوم بنشرها على وسائل التواصل الاجتماعي ففكرة نقل رسالتك للآخرين عبر أي منصة وإلى جمهور كبير من حولك يعد من أشكال التواصل اللفظي.

تأثيرات التواصل اللفظي:

مما سبق ستلاحظ أن حياتك تعتمد بشكلٍ كبير على التواصل اللفظي مع الآخرين، وهذه حقيقة، فتمتد تأثيرات هذا النوع من التواصل إلى العديد من الجوانب وتؤثر على العديد من العمليات أيضًا خلال يومك ويظهر فيها بوضوح حقيقة امتلاك أي شخص لفن التواصل مع الآخرين ومهارات التواصل الفعال.

● يؤثر التواصل اللفظي على دقة ووضوح المعلومات والأفكار التي تقوم بنقلها للآخرين، وبالتالي تقليل أي فرصة يمكن أن تزيد من سوء الفهم للمعلومات التي قمت بذكرها.

● يؤثر أيضًا على بناء الثقة وزيادة فرص التعاون بينك وبين من حولك نظرًا لاتصاف هذا النوع من التواصل بالوضوح والصراحة المتبادلين.

● كما سبق وذكرنا فإن جمع المعلومات الخاصة بأي أمر أولًا هو الطريق السليم لأخذ قرار مدروس، ولهذا ستحتاج إلى التواصل مع الآخرين حتى تتمكن من جمع تلك المعلومات وبناء قرارك على أساسها.

● يؤدي التواصل اللفظي المستمر مع الآخرين أيضًا إلى تقوية الروابط التي تجمعك بهم في علاقاتك الشخصية والمهنية.

التواصل غير اللفظي وأنواعه:

قد تتخيل أن تطويرك لمهارات الاتصال الفعال اللفظية فقط سيجعلك قادرًا على أن تمتلك فن التواصل مع الآخرين وتستفيد منه في علاقاتك دون الحاجة إلى تطوير الجانب غير اللفظي وهو ما يعتمد على الإشارات الجسدية وتعبيرات الوجه ونبرة الصوت وما إلى ذلك، وهذا غير صحيح، فنعم، للكلمات تأثير كبير على فهم الآخرين لك واستيعابهم لما تقول وبناء علاقة جيدة بينكم، لكن للتواصل غير اللفظي أهمية قد لا تستوعب حجمها بشكلٍ كامل.

فتذهب معظم الأبحاث الحديثة في مجال الاتصالات أن 60% من الانطباع النهائي خلال لقاءك الأول مع الآخرين يتحدد من خلال الاتصال غير اللفظي، وذلك كما أشارت د.رباب عبد العال ببحثها عن أثر مهارات التواصل غير اللفظي للأستاذ الجامعي علي الجودة المُدرََكة لأدائه التدريسي.

كما تشير أبحاث د. ألبرت مهرابيان من جامعة كاليفورنيا أن 55% من تواصلك مع الآخرين يعتمد على لغة الجسد، والنسب السابقة تضعنا على أرضٍ صلبة حينما نشير إلى أهمية مهارات التواصل غير اللفظي أيضًا.

عملية التواصل غير اللفظي تكون في الغالب عملية تلقائية لا تدرك حدوثها أثناء القيام بها، وبالرغم من ذلك فإنها تحدد بشكلٍ كبير الطريقة التي يتم بها تفسير رسالتك واستقبالها، وتتعدد أنواع الاتصال غير اللفظي التي يلاحظها الآخرون خلال عملية التواصل معك:

● الحركات والإيماءات التي يقوم بها الشخص بيديه ورأسه وتعكس مشاعره أثناء عملية التواصل.

● الطريقة التي تقف أو تجلس بها قد تكون مؤشرًا على طبيعة التواصل.

● مستوى الاتصال بالعين وحركات العين مثل تغيير اتجاه النظر بشكل مستمر قد يعكس التردد أو الكذب، والعكس.

● تعبيرات الوجه من أكثر أشكال التواصل غير اللفظي تأثيرًا مثل الابتسامة وملامح الغضب أو الحزن.

● تعكس نبرة الصوت أيضًا وسرعته مستوى الحماس والثقة لدى المتحدث أو مستوى القلق عنده.

● المسافة التي تفصل بينك وبين الآخرين تعد من أنواع الاتصال غير اللفظي حيث يشير القرب الزائد إلى مستوى أكبر من المودة بين الأفراد.

● يعكس زيك ومظهرك الخارجي شخصيتك بشكلٍ كبير، مما يؤثر على الطريقة التي يستقبلك بها الآخرون.

تأثيرات التواصل غير اللفظي:

يؤثر التواصل غير اللفظي على رسالتك بشكلٍ ربما أكثر ما يفعله التواصل اللفظي، فالإيماءات وحركات اليد والرأس يمكن أن تقوي من التأكيد على رسالتك ووضوحها ويمكن أن تجعل الآخرين غير واثقين بصحة ما تقول أيضًا إن أظهرت أنت بحركاتك انتقادًا لما تتحدث عنه.

فاتساق الكلمات والحركات سويًا يجعل الآخرين يشعرون بالثقة فيك وبالتالي فيما تقول، فيمكنك أن تعرف الكثير عن مشاعر وعواطف الشخص الموجود أمامك دون أن يُعبر بالكلمات؛ نبرة الصوت ووضعية الجسد وتعابير الوجه ستكون علاماتك الكافية لفهم المشاعر وتفسيرها.

ففي مواقف التفاوض والإقناع على سبيل المثال، يمكن للانطباع الأول كمصافحة قوية أو الجلوس بشكل مستقيم أو ابتسامة للطرف الآخر أن يؤثر بشكل لا تتوقعه على النتائج والاستجابة التي تتلقاها من الآخرين على مقترحاتك.

وحتى هنا تكون قد تعرفت على تعريف مهارات الاتصال وأهميته وأنواعه، حتى تنتقل الآن إلى المعوقات التي يمكن أن تكون هي السبب الأساسي لعدم تمكنك من إتقان فن التواصل مع الآخرين كما ترغب سواء كان في علاقاتك الشخصية أو في عملك.